صفحة رقم ١٧٦
الشورى :( ١٦ ) والذين يحاجون في.....
) والذين يحاجون (، يعني يخاصمون، ) في الله (، فهم اليهود، قدموا على النبي
( ﷺ ) بمكة، فقالوا للمسلمين : ديننا أفضل من دينكم، ونبينا أفضل من نبيكم، يقول :( من بعد ما استجيب له (، يعني لله في الإيمان، ) حجتهم داحضة (، يقول : خصومتهم باطلة
حين زعموا أن يدنهم أفضل من دين الإسلام، ) عند ربهم وعليه غضبٌ ( من الله،
)( ولهم عذاب شديد ) [ آية : ١٦ ].
الشورى :( ١٧ ) الله الذي أنزل.....
) الله الذي أنزل الكتاب بالحق (، يقول : لم ينزله باطلاً لغير شئ، ) والميزان (،
يعني العدل، ) وما يدريك ( يا محمد، ) لعل الساعة قريب ) [ آية : ١٧ ]، وذلك أن
النبي ( ﷺ ) ذكر الساعة وعنده أبو فاطمة بن البحتري، وفرقد بن ثمامة، وصفوان بن أمية،
فقالوا للنبي ( ﷺ ) : متى تكون الساعة ؟ تكذيباً بها، فقال الله تعالى :( وما يدريك لعل الساعة (، يعني القيامة، ) قريب (.
الشورى :( ١٨ ) يستعجل بها الذين.....
) يستعجل بها ( بالساعة، ) الذين لا يؤمنون بها (، يعني لا يصدقون بها، هؤلاء
الثلاثة نفر، أنها كائنة ؛ لأنهم لا يخافون ما فيها، ) والذين ءامنوا مشفقون منها (، يعني
بلال وأصحابه، صدقوا النبي ( ﷺ ) بها، يعني بالساعة ؛ لأنهم لا يدرون على ما يهجمون
منها، ) ويعلمون أنها الحق ( الساعة أنها كائنة، ثم ذكر الذين لا يؤمنون بالساعة،
فقال :( ألا إن الذين يمارون في الساعة (، يعني هؤلاء الثلاثة، يعني يشكون في
القيامة، ) لفي ضلال بعيد ) [ آية : ١٨ ]، يعني طويل.
الشورى :( ١٩ ) الله لطيف بعباده.....
) الله لطيف بعباده (، البر منهم والفاجر، لا يهلكهم جوعاً حين قال :( إنا
كاشفوا العذاب قليلاً ) [ الدخان : ١٥ ]، ) يرزق من يشاء وهو القوي ( في هلاكهم
ببدر، ) العزيز ) [ آية : ١٩ ] في نقمته منهم.
الشورى :( ٢٠ ) من كان يريد.....
) من كان يريد ( بعمله الحسن، ) حرث الآخرة (، يقول : من كان من الأبرار
يريد بعمله الحسن ثواب الآخرة، ) نزد له في حرثه (، يعني بلالاً وأصحابه حتى
يضاعف له في حرثه، يقول : في عمله، ) ومن كان ( من الفجار، ) يريد ( بعمله
) حرث الدنيا (، يعني ثواب الدنيا، ) نؤته منها وما له في الآخرة (، يعني الجنة لهؤلاء
الثلاثة، ) من نصيب ) [ آية : ٢٠ ]، يعني من حظ، ثم نسختها :( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ) [ الإسراء : ١٨ ].
تفسير سورة الشورى من الآية ( ٢١ ) إلى الآية ( ٢٦ ).