صفحة رقم ١٩٨
العزي : أما أنا، فأرى أن تأخذوا محمداً ( ﷺ )، فتجعلوه في بيت وتسدوا عليه بابه، وتجعلوا
له كوة لطعامه وشرابه حتى يموت، فقال إبليس : بئس الرأي رأيتم، تعمدون إلى رجل له
فيكمك صغو، قد سمع به من حولكم، تحبسونه في بيت، وتطعمونه وتسقونه، فيوشك
الصغو الذي له فيكم أن يقاتلكم عنه، ويفسد جماعتكم، ويسفك دمائكم، قالوا : صدق
والله الشيخ.
فقال هشام بن عمرو، من بني عامر بن لؤي :
أما أنا، فأرى أن تحملوه على بعير،
فتخرجوه من أرضكم، فيذهب حيث شاء، ويليه غيركم، فقال إبليس : بئس الرأي
رأيتم، تعمدون إلى رجل قد أفسد عليكم جماعتكم، وتبعه طائفة منكم، فتخرجونه إلى
غيركم فيفسدهم كما أفسدكم، فيوشك بالله أن يميل بهم عليكم، فقال أبو جهل :
صدق والله الشيخ.
فقال أبو جهل بن هشام : أما أنا، فأرى أن تعمدوا إلى كل بطن من قريش، فتأخذون
من كل بطن منهم رجلاً، فتعطون كل رجل منهم سيفاً، فيضربونه جميعاً، فلا يدري
قومه من يأخذون به، وتؤدي قريش ديته، فقال إبليس : صدق والله الشاب، إن الأمر
لكما.
قال :
فتفرقوا عن قول أبي جهل، فنزل جبريل، عليه السلام، فأخبر النبي ( ﷺ ) بما
ائتمروا به، وأمره بالخروج، فخرج النبي ( ﷺ ) من ليلته إلى الغار، وأنزل الله تعالى في
شرهم الذي أجمعوا عليه :( أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون (، يقول : أم أجمعوا أمرهم على محمد
( ﷺ ) بالشر، فإنا مجمعون أمرنا على ما يكرهون، فعندها قتل هؤلاء النفر ببدر.
الزخرف :( ٨٠ ) أم يحسبون أنا.....
يقول :( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ( الذي بينهم، ) ونجواهم ( الذي أجمعوا عليه
ليثبتوك في بيت، أو يخرجوك من مكة، أو يقتلوك، ) بلي ( نسمع ذلك منهم،
)( ورسلنا ( الملائكة الحفظة، ) لديهم ) ٦، يعني عندهم ) يكتبون ) [ آية : ٨٠ ].
الزخرف :( ٨١ ) قل إن كان.....
) قل ( يا محمد :( إن كان للرحمن ولدٌ (، يعني ما كان للرحمن ولد، ) فأنا أول
العابدين ) [ آية : ٨١ ]، وذلك أن النضر بن الحارث، من بني عبد الدار بن قصي، قال :
إن الملائكة بنات الله، فأنزل الله عز وجل :( قل ( يا محمد :( إن كان للرحمن ولدٌ (،
يعني ما كان للرحمن ولد، ) فأنا أول العابدين (، يعني الموحدين من أهل مكة بأن لا
ولد.