صفحة رقم ٢٠٣
مجنونٌ ) [ آية : ١٤ ]، قال ذلك عتبة بن أبي معيط : إن محمداً مجنون، وقالوا : إنا يعلمه
جبر غلام عامر بن الحضرمي، وقالوا : لئن لم ينته جبر غلام عامر بن الحضرمي، فأوعدوه
لنشترينه من سيده، ثم لنصلينه حتى ينظر هل ينفعه محمد أو يغني عنه شيئاً، ) بل هم في
سكٍ يلعبون (، يقول : بل هم من القرآن في شك لاهون، فدعا النبي ( ﷺ )، فقال :' اللهم اسقنا مغيثاً عاماً، طبقاً مطبقاً، غدقاً ممرعاً مرياً، عاجلاً غير ريث، نافعاً غير
ضار '، فكشف الله تعالى عنهم العذاب.
الدخان :( ١٥ ) إنا كاشفو العذاب.....
فذلك قوله :( إنا كاشفوا العذاب (، يعني الجوع، ) قليلاً ( إلى يوم بدر، ) إنكم
عائدون ) [ آية : ١٥ ] إلى الكفر، فعادوا، فانتقم الله منهم ببدر فقتلهم.
الدخان :( ١٦ ) يوم نبطش البطشة.....
فذلك قوله :( يوم نبطش البطشة الكبرى (، يعني العظمى، فكانت البطشة في
المدينة يوم بدر، أكثر مما أصابهم من الجوع بمكة، فذلك قوله :( إنا منتقمون ) [ آية :
١٦ ] بالقتل، وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم، وعجل الله أرواحهم إلى النار.
تفسير سورة الدخان من الآية ( ١٧ ) إلى الآية ( ٢٩ ).
الدخان :( ١٧ ) ولقد فتنا قبلهم.....
) ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون ( بموسى ( ﷺ ) حتى ازدروه، كما ازدرى أهل
مكة النبي ( ﷺ ) ؛ لأنه ولد فيهم فازدروه، فكان النبي ( ﷺ ) فتنة لهم، كما كان موسى ( ﷺ )
فتنة لفرعون وقومه، فقالت قريش : أنت أضعفنا وأقلنا حيلة، فهذا حين ازدروه، كما
ازدروا موسى، عليه السلام، حين قالوا :( ألم نربك فينا وليداً ) [ الشعراء : ١٨ ]،
فكانت فتنة لهم، من أجل ذلك ذكر فرعون دون الأمم، نظيرها في المزمل :( إ نا أرسلنا
إليكم رسولاً ) [ المزمل : ١٥ ].
قوله :( ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون ( كما فتنا قريشاً بمحمد ( ﷺ ) ؛ لأنهما ولدا
في قومهما، ) وجاءهم رسولٌ كريمٌ ) [ آية : ١٧ ]، يعني الخلق، كان يتجاوز ويصفح،


الصفحة التالية
Icon