صفحة رقم ٣٣٢
ثم أخبر عنهم، فقال :( وإذا جاءوك حيوك ( يعني كعب بن الأشرف، وحيى بن
أخطب، وكعب بن أسيد، وأبو ياسر، وغيرهم ) حيوك لم يحيك به الله ( يعني اليهود،
قالوا : انطلقوا بنا إلى محمد، فنشتمه علانية كما نشتمه في السر، فقالوا : السام، يعنون
بالسام السآمة والفترة، ويقولون :
تسأمون يعني تتركون دينكم، فقالت عائشة، رضي الله
عنها : عليكم السام، والذام، والفان، يا إخوان القردة والخنازير، فكره النبي ( ﷺ ) قول
عائشة، وقال النبي ( ﷺ ) :' مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، فإنه ما وضع في شئ إلا زانه،
ولا نزع من شئ إلا شانه '، فقال جبريل، عليه السلام : إنه لا يسلمون عليك ولكنهم
يشتمونك، فلما خرجت اليهود من عند النبي ( ﷺ )، قال بعضهم لبعض : إن كان محمد لا
يعلم ما نقول له، فالله يعلمه، ولو كان نبياً لأعلمه الله ما نقول، فذلك قوله :( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ( لنبيه وأصحابه يقول الله ) حسبهم جهنم ( شدة
عذابها ) يصلونها فبئس المصير ) [ آية : ٨ ] يعني بئس المرجع إلى النار.
تفسير سورة المجادلة من الآية ( ٩ ) فقط.
المجادلة :( ٩ ) يا أيها الذين.....
) يأيها الذين ءامنوا إذا تناجيتم ( يعني الذين أقروا باللسان، وهم المنافقون منهم عبد
الله بن أبي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وغيرهم،
كان نجواهم أنهم كانوا يخبرون
عن سرايا النبي ( ﷺ ) ما يشق على من أقام من المؤمنين، وبلغنا أن ذلك كان في سرية
جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، قتلوا يوم مؤتة، ولعل حميم
أحدهم في السرية، فإذا رأوه تناجوا بينهم فيظن المسلم أن حميمه قد قتل فيحزن، لذلك،
فنهاهم النبي ( ﷺ ) عن النجوى ) فلا تتنجوا بالإثم والعدوان ( يعني المعصية والظلم
) ومعصيت الرسول ( لأن النبي ( ﷺ ) كان نهاهم عن ذلك، ثم قال ) وتنجوا بالبر والتقوى (
يعني الطاعة، وترك المعصية، ثم خوفهم فقال :( واتقوا الله الذي إليه تحشرون ) [ آية : ٩ ]
بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.
تفسير سورة المجادلة من الآية ( ١٠ ) فقط.
المجادلة :( ١٠ ) إنما النجوى من.....
ثم قال :( إنما النجوى ( يعني نجوى المنافقين ) من ( تزيين ) الشيطان ليحزن الذين
ءامنوا وليس بضارهم إلا بإذن الله ( يعني إلا يأذن الله في ضره ) وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) [ آية : ١٠ ] يعني بالله فليثق المصدقون.