صفحة رقم ٣٤
وأقل خيركم وأبعدكم من الخير، وأقربكم من الشر، فخرجوا من عنده، فأمر النبي ( ﷺ )
أن يخرجهم من المدينة، فقال بعضهم لبعض : لا نخرج حتى يعطينا العهد إلى أن نرجع إلى
بلادنا، فأعطاهم النبي ( ﷺ ) ذلك، فنزلت فيهم ) يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكفرين (
يعني تبارك وتعالى أبا سفيان، وعكرمة، وأبا الأعور، اسمه عمرو بن سفيان، ثم قال :
( والمنفقين ( يعني عبد الله بن أبي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وطعمة بن
أبيرق، ) إن الله كان عليما حكيما ) [ آية : ١ ].
فلما خرجوا من عنده قال النبي ( ﷺ ) : ما لهؤلاء ؟ عليهم لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين
الأحزاب :( ٢ ) واتبع ما يوحى.....
) واتبع ما يوحى إليك من ربك ( يعني ما في القرآن ) إن الله كان بما تعملون خبيرا ) [ آية : ٢ ].
الأحزاب :( ٣ ) وتوكل على الله.....
) وتوكل على الله ( وثق الله فيما تسمع من الأذى ) وكفى بالله وكيلا ) [ آية :
٣ ] ناصراً وولياً ومانعاً، فلا أحد أمنع من الله تعالى، وإنما نزلت فيها ) يأيها النبي اتق الله
ولا تطع الكفرين ( من أهل مكة ) والمنفقين ( من أهل المدينة، يعني هؤلاء النفر الستة
المسمين، ودع أذاهم إياك لقولهم للنبي ( ﷺ ) : قل للآلهة شفاعة ومنفعة لمن عبدها
) وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ( يعني مانعاً فلا أحد أمنع من الله عز وجل، ثم
قال :
الأحزاب :( ٤ ) ما جعل الله.....
) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ( نزلت في أبي معمر بن أنس الفهري، كان
رجلاً حافظاً لما سمع وأهدى الناس بالطريق وكان لبيباً، فقالت قريش : ما أحفظ أبا
معمر، إلا أنه ذو قلبين، فكان جميل يقول : إن في جوفي قلبين أحدهما أعقل من محمد،
فلما كان يوم بدر انهزم وأخذ نعله في يده، فقال له سليمان بن الحارث : أين تذهب يا
جميل ؟ تزعم أن لك قلبين أحدهما أعقل من محمد ( ﷺ ).
ثم قال :( وما جعل أزواجكم الئى تظهرون منهن أمهاتكم ( يعني أوس بن الصامت بن
قيس الأنصاري من بني عوف بن الخزرج وامرأته خولة بنت قيس بن ثعلبة بن مالك بن
أصرم بن حرامة من بني عمرو بن عوف بن الخزرج.
ثم قال :( وما جعل أدعياكم أبناءكم ( يعني النبي ( ﷺ ) تبنى زيد بن حارثة اتخذه ولداً،
فقال الناس : زيد بن محمد، فضرب الله تعالى لذلك مثلاً، فقال :( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ( ) وما جعل أدعياءكم ( فكما لا يكون للرجل الواحد قلبان، كذلك لا


الصفحة التالية
Icon