صفحة رقم ٣٦٠
لم يحملوها ( يقول : لم يعلموا بما فيها ) كمثل الحمار يحمل أسفاراً ( يقول :
كمثل
الحمار يحمل كتاباً لا يدري ما فيه، كذلك اليهود حين لم يعملوا بما في التوراة، فضرب
الله تعالى لهم مثلاً، فقال :( بئس مثل القوم الذين كذبوا بأيات الله ( يعني القرآن
) والله لا يهدي ( إلى دينه من الضلالة ) القوم الظالمين ) [ آية : ٥ ] في علمه.
تفسير سورة الجمعة من الآية ( ٦ ) إلى الآية ( ٧ ).
الجمعة :( ٦ ) قل يا أيها.....
قوله تعالى :( قل يأيها الذين هادوا ( وذلك
أن النبي ( ﷺ ) كتب إلى يهود المدينة
يدعوهم إلى الإسلام، فكتب يهود المدينة إلى يهود خيبر أن محمداً يزعم أنه نبى، وأنه
يدعونا وإياكم إلى دينه، فإن كنتم تريدون متابعته فاكتبوا إلينا ببيان ذلك، وإلا فأنتم
ونحن على أمر واحد لا نؤمن بمحمد، ولا نتبعه، فغضبت يهود خيبر، فكتبوا إلى يهود
المدينة كتاباً قبيحاً، وكتبوا أن إبراهيم كان صديقاً نبياً، وكان من بعد إبراهيم إسحاق
صديقاً نبياً، وكان من بعد إسحاق يعقوب صديقاً نبياً، وولد يعقوب اثنا عشر، فولد
لكل رجل منهم أمة من الناس، ثم كان من بعدهم موسى، ومن بعد موسى عزيز، فكان
موسى يقرأ التوراة من الألواح.
وكان عزيز يقرؤها ظاهراً، ولولا أنه كان ولداً لله ونبيه وصفيه لم يعطه ذلك، فنحن
وأنتم سبطه، وسبط من اتخذه الله خليلاً، ومن سبط من كلمه الله تكليماً، فنحن أحق
بالنبوة والرسالة من محمد ( ﷺ )، ومتى كان الأنبياء من جزائر العرب ؟ ما سمعنا بنبي قط
كان من العرب إلا هذا الرجل الذي تزعمون، على أنا نجد ذكره في التوراة فإن تبعتموه
صغركم ووضعكمن فنحن أبناء الله وأحباؤه.
فقال الله تعالى للنبي ( ﷺ ) :( قل يأيها الذين هادوا ^ ) لليهود ) إن زعمتم ( يعني
إذ زعمتم ) أنكم أؤلياء لله ) ) في الآخرة ( ( من دون الناس ) ) وأحباؤه ( ( فتمنوا الموت
إن كنتم صادقين ) [ آية : ٦ ] بأنكم أولياؤه وأحباؤه، وأن الله ليس بمعذبكم، ثم أخبر
عنهم، فقال :
الجمعة :( ٧ ) ولا يتمنونه أبدا.....
) ولا يتمونه أبداً بما قدمت أيديهم ( من ذنوبهم وتكذيبهم بالله ورسوله
) والله عليمٌ بالظالمين ) [ آية : ٧ ] يعني اليهود.
تفسير سورة الجمعة من الآية ( ٨ ) فقط.