صفحة رقم ٤١
١٨ ] يعني بالقليل إلا رياء وسمعة من غير احتساب، ثم أخبر عن المنافقين، فقال تعالى :
الأحزاب :( ١٩ ) أشحة عليكم فإذا.....
) أشحة عليكم ( يقول : أشفقة من المنافقين عليكم حين يعوقونكم يا معشر المؤمنين،
ثم أخبر عنهم عند القتال أنهم أجبن الناس قلوباً وأضعفهم يقيناً وأسوأهم ظناً بالله عز
وجل ) فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف ( وجاءت الغنيمة ) سلقوكم ( يعني رموكم، يعني عبد الله بن أبي وأصحابه،
يقول :( بألسنة حداد ( يعني ألسنة سليطة باسطة بالشر يقولون : أعطونا الغنيمة فقد
كنا معكم فلستم بأحق بها منا، يقول الله عز وجل :( أشحة على الخير ( يعني الغنيمة
) أولئك لم يؤمنوا ( بالنبي ( ﷺ ) ولم يصدقوا بتوحيد الله ) فأحبط الله أعملهم ( يقول :
أبطل جهادهم لأن أعملهم خبيثة وجهادهم لم يكن في إيمان ) وكان ذلك ( يعني حبط
أعمالهم ) على الله يسيرا ) [ آية : ١٩ ] يعني هيناً.
الأحزاب :( ٢٠ ) يحسبون الأحزاب لم.....
ثم ذكر المنافقين فقال عز وجل :( يحسبون الأحزاب لم يذهبوا ( وذلك أن الأحزاب
الذي تحزبوا على النبي ( ﷺ ) وأصحابه، رضي الله عنهم، في الخندق، وكان أبو سفيان بن
حرب على أهل مكة، وكان على بني المصطلق وهم من خزاعة يزيد بن الحليس
الخزاعي، وكان على هوازن، ومالك بن عوف النضري، وكان على بني غطفان عيينة
بن حصن بن بدر الفزاري وكان على بني أسد طلحة بن خويلد الفقسي من بني أسد،
ثك كانت اليهود فقذف الله عز وجل في قلبوهم الرعب، وأرسل عليهم ريحاً وهي
الصبا فجعلت تطفئ نيرانهم وتلقى أبنيتهم وأنزل جنوداً لم تروها من الملائكة فكبروا في
في
عسكرهم فلما سمعوا التكبير قذف الله تعالى الرعب في قلوبهم، وقالوا : قد بدأ محمد بالشر فانصرفوا إلى مكة راجعين عن الخندق والرعب الذي نزل بهم في الخندق ) وإن يأت الأحزاب ( يعني وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال ) يودوا ( يعني يود المنافقين
) لو أنهم بادون في الأعراب ( ولم يشهدوا القتال ) يسئلون عن أنبائكم ( يعني
عن حديثكم وخير ما فعل محمد ( ﷺ ) وأصحابه ) ولو كانوا فيكم ( يشهدون القتال
) ما قاتلوا ( يعني المنافقين ) إلا قليلا ) [ آية : ٢٠ ] يقول : ما قاتلوا إلا رياء وسمعة من
غير حسبة.
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( ٢١ ) إلى الآية ( ٢٧ ).