صفحة رقم ٤١٤
يعنى الأوثان، يساف ونائلة وهما صنمان عند البيت يمسح وجوههما من مر بهما من
كفار مكة، فأمر الله تبارك وتعالى النبي ( ﷺ ) أن يجتنبهما، يعني بالرجز أوثان لا تتحرك
بمنزلة الإبل، يعني داء يأخذها ذلك الداء، فلا تتحرك من وجع الرجز فشبه الآلهة بها.
المدثر :( ٦ ) ولا تمنن تستكثر
ثم قال :( ولا تمنن تستكثر ) [ آية : ٦ ] يقول : ولا تعط عطية لتعطى أكثر من عطيتك
المدثر :( ٧ ) ولربك فاصبر
) ولربك فاصبر ) [ آية : ٧ ] يعزى نبيه ( ﷺ ) ليصبر على الأذى والتكذيب من كفار مكة.
تفسير سورة المدثر من الآية ( ٨ ) إلى الآية ( ١٧ ).
المدثر :( ٨ ) فإذا نقر في.....
) فإذا نقر في الناقور ) [ آية : ٨ ] يعني نفخ في الصور، والناقور القرن الذين ينفخ فيه
إسرافيل، وهو الصور
المدثر :( ٩ ) فذلك يومئذ يوم.....
) فذلك يومئذ يوم عسير ) [ آية : ٩ ] يعني مشقته وشدته، ثم أخبر
على من عسره، فقال
المدثر :( ١٠ ) على الكافرين غير.....
) على الكفرين غير يسيرٍ ) [ آية : ١٠ ] غير هين، ويهون ذلك على
المؤمن كأدنى صلاته
المدثر :( ١١ ) ذرني ومن خلقت.....
) ذرني ومن خلقت وحيدا ) [ آية : ١١ ] يعني الوليد بن المغيرة
المخزومي، كان يسمى الوحيد في قومه، وذلك أن الله عز وجل أنزل على النبي ( ﷺ )
) حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل الثوب شديد العقاب
ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) [ غافر : ١ - ٣ ].
فلما نزلت هذه الآية قام النبي ( ﷺ ) في المسجد الحرام فقرأها والوليد ابن المغيرة قريباً
منه يستمع إلى قراءته، فلما فطن ( ﷺ ) أن الوليد بن المغيرة يستمع إلى قراءته أعاد النبي ( ﷺ )
يقرأ هذه الآية :( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز ( في ملكه ) العليم ( بخلقه
) غافر الذنب ( لمن تاب من الشرك، ) وقابل التوب ( لمن تاب من الشرك،
)( شديد العقاب ( لمن لم يتب من الشرك ) ذي الطول ( يعني ذي الغنى عمن لم
يوحد، ثم وحد - الرب نفسه حين لم يوحده كفار مكة، فقال :( لا إله إلا هو إليه المصير ( يعني مصير الخلائق في الآخرة إليه، فلما سمعها الوليد انطلق حتى أتى مجلس
بني مخزوم، فقال : والله، لقد سمعت من محمد كلاماً آنفاً ما هو من كلام الإنس، ولا من
كلام الجن، وأن أسفله لمعرق، وأن أعلاه لموفق، وأن له لحلاوة، وأن عليه لطلاوة، وأنه
ليعلو وما يعلى.


الصفحة التالية
Icon