صفحة رقم ٥١٨
وكان يلقب الناس من التجبر والعظمة، وإن يستهزئ بالناس، وذلك أنه أنزل على رسول
الله ( ﷺ ) ) ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا ) [ المدثر : ١١، ١٢ ]،
وكان له حديقتان، حديقة بمكة، وحديقة بالطائف، وكان لا ينقطع خيره شتاء ولا
صيفاً، فذلك قوله :( مالا ممدودا وبنين شهودا ) [ المدثر : ١٢، ١٣ ]، يعنى أرباب
البيوت، وكان له سبعة بنين، قال :( ومهدت له شهوداً ) [ المدثر : ١٤ ]، يقول :
بسطت له في المال كل البسط، ) ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا (
[ المدثر : ١٥، ١٦ ]، قال : والله، قسمت مالي يميناً وشمالاً على قريش ما دمت حياً ما
فنى، فكيف تعدني الفقر ؟ قال : أما والله، إن الذي أعطاك، قادر على أن يأخذه منك،
فوقع في قلبه من ذلك شئ، ثم عمد إلى ماله فعده، ما كان ذهب أو فضة، أو أرض،
أو حديقة، أو رقيق، فعده وأحصاه.
فقال : يا محمد تعدني الفقر والله لو كان هذا خبزاً ما فنى، فأنزل الله عز وجل :
[ آية صفحة ١١ إلى آية ٨ ] وذلك أن الشقي إذا دخل
النار طاف به الملك في أبوابها في ألوان العذاب وفتح له باب الحطمة، وهي باب من
أبواب جهنم، وهي نار تأكل النار من شدة حرها، وما خمدت من يوم خلقها الله عز
وجل إلى يوم يدخلها، فإذا فتح ذلك الباب وقعت النار عليه فأحرقته، فتحرق الجلد
واللحم والعصب والعظم ولا تحرق القلب ولا العين، وهو ما يعقل به ويبصر، فذلك
قوله تعالى :( التي تطلع على الأفئدة ( ثم تلا : ويأتيه الموت من كل مكان، وما هو بميت،
يقول : ليس في جسده موضع شعرة إلا والموت يأتيه من ذلك المكان، ثم قال :( إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة ( وذلك أنه إذا خرج الموحدون من الباب الأعلى،
وهي جهنم، قال أهل تلك السبعة الأبواب، وهي أسفل درك من النار، لأهل الباب
السادس :( ما سلككم في سقر ( يقول : ما أدخلكم في سقر، ) قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ) [ المدثر : ٤٢، ٤٤ ] إلى آخر الآيات، ثم يقولون : تعالوا
حتى نجزع، فيجزعون حقباً من الدهر فلا ينفعهم شيئاً، ثم يقولون : تعالوا حتى نصرخ
فيصرخون حقبا من الدهر، فلا يغنى عنهم شيئاً، فيقولون : تعالوا : حتى نصبر، فلعل الله
عز وجل إذا صبرنا وسكتنا أن يرحمنا، فيصبرون حقباً من الدهر، فلا يغنى عنهم شيئاً،


الصفحة التالية
Icon