صفحة رقم ٥٥
حوائجهن، يعني البراز، فكان المريب يرصد النساء بالليل، فيأتيها فيعرض عليها
ويغمزها، فإن هويت الجماع أعطاها أجرها، وقضى حاجته، وإن كانت عفيفة صاحت
فتركها، وإنما كانوا يطلبون الولايد، فلم تعرف الأمة في الحرة بالليل، فذكر نساء
المؤمنين ذلك لأزواجهن، وما يلقين بالليل من الزناة، فذكروا ذلك للنبي ( ﷺ )، فأنزل الله
عز وجل :( يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن (
يعني القناع فوق الخمار ) ذلك أدنى ( يعني أجدر ) أن يعرفن ( في زيهن أنهن لسن
بمربيات، وأنهن عفايف، فلا يطمع فيهن أحد ) فلا يؤذين ( بالليل ) وكان الله غفورا ( في تأخير العذاب عنهم ) رحيما ) [ آية : ٥٩ ] حين لا يعجل عليهم بالعقوبة.
الأحزاب :( ٦٠ ) لئن لم ينته.....
ثم أوعدهم، فقال للنبي ( ﷺ ) :( لئن لم ينته المنفقون ( عن نفاقهم ) والذين في قلوبهم مرض ( الفجور وهم الزناة، ثم نعتهم بأعمالهم الخبيثة، فقال :( والمرجفون في المدينة ( يعني المنافقين كانوا يخبرون المؤمنين بالمدينة بما يكروهون من عدوهم،
يقول : لئن لم ينتهوا عن الفجور والإرجاف والنفاق ) لتغرينك ( يا محمد ) بهم (
يقول : لنحملنك على قتلهم ) ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ) [ آية : ٦٠ ].
الأحزاب :( ٦١ ) ملعونين أينما ثقفوا.....
ونجعلهم ) ملعونين أينما ثقفوا ( فأوجب لهم اللعنة على كل حال أينما وجدوا
وأدركوا ) أخذوا وقتلوا تفتيلاً ) [ آية : ٦١ ] يقول : خذوهم واقتلوهم قتالاً، فانتهوا
عن ذلك مخافة القتل.
الأحزاب :( ٦٢ ) سنة الله في.....
) سنة الله في الذين خلوا من قبل ( هكذا كانت سنة الله في أهل بدر القتل،
وهكذا سنة الله في هؤلاء الزناة وفي المرجفين القتل، إن لم ينتهوا ) ولن تجد لسنة الله تبديلا ) [ آية : ٦٢ ] يعني تحويلاً لأن قوله عز وجل حق في أمر القتل.
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( ٦٢ ) إلى الآية ( ٦٨ ).
الأحزاب :( ٦٣ ) يسألك الناس عن.....
) يسئلك الناس عن الساعة ( يعني القيامة، وذلك أن النبي ( ﷺ ) كان يخطب، فسأله
رجل عن الساعة، فأوحى الله عز وجل إلى النبي ( ﷺ ) :( قل إنما علمها عند الله وما يدريك