صفحة رقم ٨٠
فاطر :( ٤٣ ) استكبارا في الأرض.....
) استكباراً في الأرض ومكر السيئ ( قول الشرك ) ولا يحيق المكر السيئ ( ولا يدور
قول الشرك ) إلا بأهله ( كقوله عز وجل ) وحاق بهم ) [ هود : ٨ ] ودار بهم
الآية، ثم خوفهم، فقال :( فهل ينظرون ( ما ينظرون ) إلا سنت الأولين ( مثل
عقوبة الأمم الخالية ينزل بهم العذاب ببدر كما نزل بأوائلهم ) فلن تجد لسنت الله ( في
العذاب ) تبديلاً ولن تجد لسنت الله تحويلاً ) [ آية : ٤٣ ] لا يقدر أحد أن يحول العذاب
عنهم.
فاطر :( ٤٤ ) أو لم يسيروا.....
ثم قال جل وعز يعظهم :( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من
قبلهم ( عاد، وثمود، وقوم لوط ) وكانوا أشد منهم قوة ( بطشاً، فأهلكناهم ) وما كان الله ليعجزه ( ليفوته ) من شيءٍ ( من أحد، كقوله عز وجل :( وإن فاتكم شئٌ من
أزواجكم ) [ الممتحنة : ١١ ]، وقوله جل وعز في يس :( وما أنزل الرحمن من
شيءٍ ) [ يس : ١٥ ] يعني من أحد، يقول : لا يسبقه من أحد كان ) في السماوات ولا في الأرض ( فيفوته أحد كان في السماوات أو في الأرض حتى يجزيه بعمله ) إنه كان عليما ( بهم ) قديراً [ آية : ٤٤ ] في نزول العذاب بهم إذا شاء.
فاطر :( ٤٥ ) ولو يؤاخذ الله.....
) ولو يؤاخذ الله الناس ( كفار مكة ) بما كسبوا ( من الذنوب وهو الشرك
لعجل لهم العقوبة، فذلك قوله عز وجل :( ما ترك على ظهرها من دابةٍ ( فوق
الأرض من دابة لهلكت الدواب من قحط المطر ) ولكن يؤخرهم إلى أجلٍ مسمى ( إلى
الوقت الذي في اللوح المحفوظ ) فإذا جاء أجلهم ( وقت نزول العذاب بهم في الدنيا
) فإن الله كان بعباده بصيراً ) [ آية : ٤٥ ] لم يزل الله عز وجل بعباده بصيراً.