صفحة رقم ٨٣
من خير أو شر عملوه ) وءاثارهم ( ما استنوه من سنة خير أو شر فاقتدى به من بعد
موتهم، وإن كان خيراً فله مثل أجر من عمل به، ولا ينقص من أجورهم شئ، وإن
كان شراً فعليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص من أوزارهم شئ، فذلك قوله عز
وجل :( ينبؤ الإنسان يؤمئذٍ بما قدم وأخر ) [ القيامة : ١٣ ] ثم قال جل وعز :( وكل
شيءٍ ( من الأعمل ) أحصيناه ( بيانه ) في إمام مبين ) [ آية : ١٢ ] كل شئ عملوه
في اللوح المحفوظ.
يس :( ١٣ ) واضرب لهم مثلا.....
) واضرب لهم مثلا ( وصف لهم يا محمد، شبهاً لأهل مكة في الهلاك ) أصحاب القرية ( أنطاكية ) إذ جاءها المرسلون ) [ آية : ١٣ ].
يس :( ١٤ ) إذ أرسلنا إليهم.....
) إذ أرسلنا إليهم اثنين ( تومان ويونس ) فكذبوهما فعززنا بثالث ( فقوينا يعني
فشددنا الرسولين بثالث حين صدقهما بتوحيد الله وحين أحيا الجارية وكان اسمه شمعون
وكان من الحواريين وكا وصى عيسى بن مريم ) فقالوا إنا إليكم مرسلون ) [ آية : ١٤ ]
فكذبوهما ولو فعلت ذلك بكم يا أهل مكة لكذبتم، فقال شمعون للذلك : أشهد أنهما
رسولان أرسلهما ربك الذي في السماء، فقال الملك لشمعون : أخبرني بعلامة ذلك ؟
فقال شمعون : إن ربي أمرني أن أبعث لك ابنتك، فذهبوا إلى قبرها، فضرب القبر برجله،
فقال : قومي بإذن إلهنا الذي في السماء، الذي أرسلنا إلى هذه القرية واشهدي لنا على
ولدك فخرجت الجارية من قبرها، فعرفوها فقالت يا أهل القرية آمنوا بهؤلاء الرسل،
وإني لأشهد أنهم أرسلوا إليكم، فإن سلمتم يغفر لكم ربكم، وإن أبيتم ينتقم الله منكم،
ثم قالت لشمعون : ردني إلى مكاني فإني القوم لن يؤمنوا لكم، فأخذ شمعون قبضة من
تراب قبرها فوضعها على رأسها، ثم قال عودي مكانك، فعادت، فلم يؤمن منهم غير
حبيب النجار، كان من بني إسرائيل، وذلك أنه حين سمع بالرسل جاء مسرعاً فآمن
وترك عمله وكان قبله إيمانه مشركاً
يس :( ١٥ ) قالوا ما أنتم.....
) قالوا ( فقال القوم للرسل :( ما أنتم إلا بشرٌ
مثلنا وما أنزل الرحمن من شيءٍ إن أنتم إلا تكذبون ) [ آية : ١٥ ] وكان فعل شمعون من
الحواريين فقال شمعون : إنا إليكم مرسلون أرسلنا إليكم ربكم الذي في السماء ما أنتم إلا
بشر مثلنا ما نرى لكم علينا من فضل في شئ وما أنزل الرحمن من شئ وما أرسل
الرحمن من أحد يعني لم يرسل رسولاً الآية.
تفسير سورة يس من الآية ( ١٦ ) إلى الآية ( ٢٥ ).