[قوله تعالى]: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾(١) إذا هداه هذا الصراط، أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة. لكن الذنوب هي لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الطعام والشراب، ليس كما يقوله بعض المفسرين: إنه قد هداه، فلماذا يسأل الهدى؟ وأن المراد التثبيت، أو مزيد الهداية(٢).

(١) سورة الفاتحة، الآية: ٦، ٧.
(٢) أورد السؤال والجوابين السمعاني في تفسير القرآن (١/٣٨)، ونحو هذا في كثير من كتب التفسير. انظر تفسير القرآن لأبي الليث (١/٨٣)، ومعالم التنزيل (١/٤١)، والكشاف (١/٦٦)، والتفسير الكبير (١/٢٠٥). وقد فسر الطبري الآية في جامع البيان (١/٦٦) بالقول الأول فقال: "وفقنا للثبات عليه".


الصفحة التالية
Icon