[قوله تعالى]:﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾(١) والأماني: التلاوة المجردة(٢) أي: إلاَّ تلاوة من غير فهم معناه. وليس هذا كالمؤمن الذي فهم ما فهم من القرآن فعمل به، واشتبه عليه بعضه، فوكل علمه إلى الله، كما أمره النبي ﷺ بقوله: "فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه"(٣) فامتثل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم(٤).

(١) سورة البقرة، الآية: ٧٨.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٥٠٤). وهذا أحد الأقوال، التي قيلت في معنى ((أماني)). انظر هذا القول وغيره في تفسير القرآن لأبي الليث (١/١٣١)، وتفسير القرآن للسمعاني (١/٩٩)، ومعالم التنزيل (١/٨٨)، والمحرر الوجيز (١/٢٧١).
(٣) هذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢/١٨١)، والبخاري في خلق أفعال العباد، ص (٤٣)، والبغوي في شرح السنة (١/٢٦٠) كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وحكم محققا شرح السنة بأن إسناده حسن. انظر شرح السنة الموضع المتقدم.
(٤) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٨٥، ٧٨٦).


الصفحة التالية
Icon