وأما قوله: إذا لم يضمر يكون نفياً للماهية، فليس بشيء؛ لأن نفي الماهية هو نفي الوجود لا تتصور الماهية إلا مع الوجود، فلا فرق بين لا ماهية، ولا وجود وهذا مذهب أهل السنة، خلافاً للمعتزلة(١) فإنهم يثبتون ماهية عارية من الوجود. و ((إلا الله)) مرفوع، بدلاً من ((لا إله)) لا يكون خبراً ل ((لا))، ولا للمبتدأ، وذكر الدليل على ذلك(٢)
(١) المعتزلة فرقة نشأت إثر قول واصل بن عطاء: إن فاعل الكبيرة لا مسلم ولا كافر، واعتزل مجلس شيخه الحسن البصري، فسُمي معتزلياً، وأتباعه معتزلة، ولهم أصول خمسة خالفوا فيها الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة. انظر الفرق بين الفرق، ص (١٤، ١٨، ١٩)، والملل والنحل، ص (٤٨)، والمعتزلة وأصولهم الخمسة، ص (١٤).
(٢) جواب أبي عبد الله المرسي منقول بتمامه في البحر (١/٦٣٧) وعقب عليه أبو حيان بما يُفهم موافقته لأبي عبد الله المرسي. انظر البحر (١/٦٣٧، ٦٣٨). وتقدير خبر (لا) بكلمة ((في الوجود)) قد قاله أيضاً أبو البركات ابن الأنباري في كتابه، البيان في غريب إعراب القرآن (١/١٣١). وقد قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى: إن التقدير بكلمة ((في الوجود)) لا يحصل به المقصود من بيان أحقية ألوهية الله سبحانه وبطلان ما سواها؛ لأن لقائل أن يقول: كيف تقولون: (لا إله في الوجود إلا الله) ؟ وقد أخبر سبحانه عن وجود آلهة كثيرة للمشركين، كما في قوله سبحانه: ﴿… فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ وقوله: ﴿فلو لا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة﴾فلا سبيل إلى التخلص من هذا الاعتراض، وبيان عظمة هذه الكلمة … إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكره النحاة، وهو كلمة ((حق))؛ لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة، وتبين أن الإله الحق والمعبود الحق هو الله وحده … انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٤) حاشية (٢).
قلت ذكر الشيخ ابن باز أن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم قد نبها على ما قاله هنا. وقد تنبه بعض المفسرين إلى هذا فقال العلامة الألوسي في روح المعاني (٢/٢٩) :((وإضافة إله) إلى ضمير المخاطبين باعتبار الاستحقاق، لا باعتبار الوقوع؛ فإن الآلهة الغير مستحقة كثيرة". وقال الخفاجي في عناية القاضي وكفاية الراضي (٢/٤٣٤) :"﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ خطاب عام أي المستحق منكم العبادة واحد لا شريك له". وانظر أيضاً: التحرير والتنوير (٢/٧٤).
(٢) جواب أبي عبد الله المرسي منقول بتمامه في البحر (١/٦٣٧) وعقب عليه أبو حيان بما يُفهم موافقته لأبي عبد الله المرسي. انظر البحر (١/٦٣٧، ٦٣٨). وتقدير خبر (لا) بكلمة ((في الوجود)) قد قاله أيضاً أبو البركات ابن الأنباري في كتابه، البيان في غريب إعراب القرآن (١/١٣١). وقد قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى: إن التقدير بكلمة ((في الوجود)) لا يحصل به المقصود من بيان أحقية ألوهية الله سبحانه وبطلان ما سواها؛ لأن لقائل أن يقول: كيف تقولون: (لا إله في الوجود إلا الله) ؟ وقد أخبر سبحانه عن وجود آلهة كثيرة للمشركين، كما في قوله سبحانه: ﴿… فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ وقوله: ﴿فلو لا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة﴾فلا سبيل إلى التخلص من هذا الاعتراض، وبيان عظمة هذه الكلمة … إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكره النحاة، وهو كلمة ((حق))؛ لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة، وتبين أن الإله الحق والمعبود الحق هو الله وحده … انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٤) حاشية (٢).
قلت ذكر الشيخ ابن باز أن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم قد نبها على ما قاله هنا. وقد تنبه بعض المفسرين إلى هذا فقال العلامة الألوسي في روح المعاني (٢/٢٩) :((وإضافة إله) إلى ضمير المخاطبين باعتبار الاستحقاق، لا باعتبار الوقوع؛ فإن الآلهة الغير مستحقة كثيرة". وقال الخفاجي في عناية القاضي وكفاية الراضي (٢/٤٣٤) :"﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ خطاب عام أي المستحق منكم العبادة واحد لا شريك له". وانظر أيضاً: التحرير والتنوير (٢/٧٤).