وروي عن وهب بن منبه في حديث طويل أن فتى كان برا بوالديه وكان يحتطب على ظهره فاذا باعه تصدق بثلثه واعطى أمه ثلثه وأبقى لنفسه ثلثه فقالت له يوما إني ورثت من أبيك بقرة فتركتها في البقر على اسم الله فاذا أتيت البقر فادعها باسم إله ابراهيم فذهب فصاح بها فأقبلت فأنطقها الله فقالت اركبني يا فتى فقال الفتى إن أمي لم تأمرني بهذا فقالت أيها البر بأمه لو ركبتني لم تقدر على فانطلق فلوا أمرت الجبل أن ينقلع من أصله وينطلق معك لانقلع لبرك بأمك فلما جاء بهاا قالت أم بعها بثلاثة دنانير على رضى مني فبعث الله ملكا فقال بكم هذه قال بثلاثة دنانير على رضى من أمي قال لك ستة ولا تستأمرها فأبى وعاد الى أمه فأخربها فقالت بعها بستة على رضى مني فجاء الملك فقال خذ اثني عشر ولاتستأمرها فأبى وعاد الى أمه فأخرها فقالت يا بني ذاك ملك فقل له بكم تأمرني أن أبيعها فجاء اليه فقال له ذلك فقال يا فتى يشتري بقرتك هذه موسى بن عمران لقتيل يقتل في بني اسرائيل
وذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون
قوله تعالى وإذ قتلتم نفسا هذه الآية مؤخرة في التلاوة مقدمة في المعنى لأن السبب في الأمر بذبح البقرة قتل النفس فتقدير الكلام وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها فسألتم موسى فقال إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ونظيرها قوله تعالى ولم يجعل له عوجا قيما الكهف ١ أراد أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا فأخر المقدم وقدم المؤخر لأنه من عادة العرب قال الفرزدق... إن الفرزدق صخرة ملمومة... طالت فليس تنالها الأوعالا...
أراد طالت الأوعال وقال جرير... طاف الخيال وأين منك لماما... فارجع لزورك بالسلام سلاما