والثاني أن معناها لا ريب فيه أنه هدى للمتقين قاله المبرد
والثالث أن معناها لا ريب فيه أنه من عند الله قاله مقاتل في آخرين
فان قيل فقد ارتاب به قوم
فالجواب انه حق في نفسه فمن حقق النظر فيه علم قال الشاعر... ليس في الحق يا أمامة ريب... إنما الريب ما يقول الكذوب...
فان قيل فالمتقى مهتد فما فائدة اختصاص الهداية به
فالجواب من وجهين أحدهما أنه أراد المتقين والكافرين فاكتفى بذكر كر أحد الفريقين كقوله تقالى سرابيل تقيكم الحر النحل ٨١ أراد والبرد
والثاني أنه خص المتقين لانتفاعهم به كقوله إنما انت منذر من يخشاها النازعات ٤٥ وكان منذرا لمن يخشى ولمن لا يخشى
قوله تقالى الذين يؤمنون بالغيب الايمان في اللغة التصديق والشرع أقره على ذلك وزاد فيه القول والعمل وأصل الغيب المكان المطمئن الذي يستتر فيه لنزوله عما حوله فسمي كل مستتر غيبا
وفي المراد بالغيب هاهنا ستة اقوال
أحدها أنه الوحي قاله ابن عباس وابن جريج
والثاني القرأن قاله أبو رزين العقيلي وزر بن حبيش
والثالث الله عز و جل قاله عطاء وسعيد بن جبير
والرابع ما غاب عن العياد من أمر الجنة والنار ونحو ذلك مما ذكر في القرأن رواه السدي عن أشياخه وإليه ذهب أبو العالية وقتادة