هاهنا قولان أحدهما أنه القرآن قاله قتادة والجمهور قال أبو عبيدة سمي القرآن فرقانا لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر والثاني أنه الفصل بين الحق والباطل في أمر عيسى حين اختلفوا فيه قاله أبو سليمان الدمشقي وقال السدي في الآية تقديم وتأخير تقديره وأنزل التوراة والانجيل والفقران فيه هدى للناس
إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام
قوله تعالى إن الذين كفروا بآيات الله قال ابن عباس يريد وفد نجران النصارى كفروا بالقرآن وبمحمد والانتقام المبالغة في العقوبة
إن الله لايخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم
قوله تعالى إن الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء قال أبو سليمان الدمشقي هذا تعريض بنصارى أهل نجران فيما كانوا ينطوون عليه من كيد النبي صلى الله عليه و سلم وذكر التصوير في الأرحام تنبيه على أمر عيسى
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ريتا وما يذكر إلا أولو الألباب
قوله تعالى منه آيات محكمات المحكم المتقن المبين وفي المراد به هاهنا ثمانية أقوال أحدها أنه الناسخ قاله ابن مسعود و ابن عباس وقتادة والسدي في آخرين والثاني أنه الحلال والحرم روي عن ابن عباس و مجاهد والثالث أنه ما علم العلماء تأويله روي عن جابر بن عبد الله والرابع أنه الذي لم ينسخ قاله الضحاك والخامس أنه مالم تتكرر ألفاظه قاله ابن زيد والسادس أنه ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان ذكره


الصفحة التالية
Icon