قوله تعالى بغير حساب أي بغير تقتير قال الزجاج يقال للذي ينفق موسعا فلان ينفق بغير حساب كأنه لا يحسب ما أنفقه إنفاقا
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه و إلى الله المصير
قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء في سبب نزولها أربعة أقوال أحدها أن عبادة بن الصامت كان له حلفاء من اليهود فقال يوم الأحزاب يا رسول الله إن معي خمسمائة من الهود وقد رأيت أن أستظهر بهم على العدو فنزلت هذه الآية رواه الضحاك عن ابن عباس والثاني أنها نزلت في عبد الله بن أبي و أصحابه من المنافقين كانوا يتولون اليهود ويأتونهم بالأخبار يرجون لهم الظفر من النبي صلى الله عليه و سلم فنهى الله المؤمنين عن مثل فعلهم رواه أبو صالح عن ابن عباس والثالث أن قوما من اليهود كانوا يباطنون نفرا من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فنهاهم قوم من المسلمين عن ذلك وقالوا اجتنبوا هؤلاء اليهود فأبوا فنزلت هذا الآية روي عن ابن عباس أيضا والرابع أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم الله عز و جل عن ذلك هذا قول المقاتلين ابن سليمان و ابن حيان فأما التفسير فقال الزجاج معنى قوله تعالى من دون المؤمنين أي لا يجعل المؤمن ولايته لمن هو غير مؤمن أي لا يتناول الولاية من مكان دون مكان المؤمنين وهذا كلام جرى على المثل في المكان كما تقول زيد دونك ولست تريد المكان ولكنك جعلت الشرف بمنزلة الارتفاع في المكان والخسة كالاستفال في المكان ومعنى فليس من الله في شيء أي فالله بريء منه
قوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة قرأ يعقوب والمفضل عن عاصم تقية بفتح