قوله تعالى واركعوا مع الراكعين
أي صلوا مع المصلين قال ابن عباس يريد محمد صلى الله عليه و سلم والصحابة رضى الله عنهم وقيل إنما ذكر الركوع لأنه ليس في صلاتهم ركوع والخطاب لليهود وفي هذه الآية دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع وهي إحدى الروايتين عن أحمد رضي الله عنه
قوله تعالى أنأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون قال ابن عباس نزلت في إليهود كان الرجل يقول لقرابته من المسلمين في السر اثبت على ما أنت عليه فانه حق والالف في أتأمرون ألف الاستفهام ومعناه التوبيخ
وفي البر هاهنا ثلاثة أقوال أحدها أنه التمسك بكتابهم كانوا يامرون باتباعه ولا يقومون به والثاني اتباع محمد صلى الله عليه و سلم روي القولان عن ابن عباس والثالث الصدقة كانوا يأمرون بها ويبخلون ذكره الزجاج
قوله تعالى وتنسون أي تتركون وفي الكتاب قولان أحدهما أنه التوراة قاله الجمهور والثاني أنه القرآن فلا يكون الخطاب على هذا القول لليهود
قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الأصل في الصبر الحبس فالصابر حابس لنفسه عن الجزع وسمي الصائم صابرا لحبسه نفسه عن الأكل والشرب والجماع والمصبورة البهيمة تتخذ غرضا وقال مجاهد
الصبر هاهنا الصوم
وفيما امروا بالصبر عليه ثلاثة أقوال أحدها أنه أداء الفرائض قاله ابن عباس و مقاتل والثاني أنه ترك المعاصي قاله قتادة والثالث عدم الرئاسة وهو خطاب لأهل الكتابين ووجه الاستعانة بالصلاة أنه يتلى فيها ما يرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا