الإشارة الى قصة مسخهم
روى عثمان بن عطاء عن أبيه قال نودي الدين اعتدوا في السبت ثلاثة أصوات نودوا با أهل القرية فانتبهت طائفة أكثر من الأولى ثم نودوا يا أهل القرية فانتبه الرجال والنساء والصبيان فقال الله لهم كونوا قردة خاسئين فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون يا فلان ألم ننهكم فيقولون برؤوسهم بلى قال قتادة فصار القوم قردة تعاوي لها أذناب بعدما كانوا رجالا ونساء
وفي رواية عن قتادة صار الشبان قردة والشيوخ خنازير وما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم وقال غيره كانوا نحوا من سبعين ألفا وعلى هذا القول العلماء غير مجاهد روي عن مجاهد أنه قال مسخت قلوبهم ولم تمسخ أبدانهم وهو قول بعيد قال ابن عباس لم يحيوا على الارض إلا ثلاثة أيام ولم يحيا مسخ في الأرض فوق ثلاثة أيام ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل وزعم مقاتل أنهم عاشوا سبعة ايام وماتوا في اليوم الثامن وهذا كان في زمان داود عليه السلام
قوله تعالى خاسئين الخاسئ في اللغة المبعد يقال للكلب اخسأ أي تباعد
قوله تعالى فجعناها نكالا لم بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين
في المكمنى عنها أربعة أقوال احدها انها الخطيئة رواه عطية عن ابن عباس والثاني العقوبة رواه الضحاك عن ابن عباس وقال الفراء الهاء كناية عن المسخة التي مسخوها والثالث انها القرية والمراد أهلها قاله قتادة وابن قتيبة والرابع أنها الأمة التي مسخت قاله الكسائي و الزجاج
وفي النكال قولان أحدهما أنه العقوبة قاله مقاتل والثاني العبرة قاله ابن قتيبة و الزجاج
قوله تعالى لما بين يديها وما خلفها فيه ثلاثة أقوال أحدها لما بين يديها