وينادي واعماه قال أبوالعالية والذي سأل موسى أن يسأل الله البيان القاتل وقال غيره بل القوم اجتمعوا فسألوا موسى فلما أمرهم بذبح بقرة قالوا اتتخذنا هزوا وقرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر والكسائي هزؤا بضم الهاء والزاي والهمزة وقرأ حمزة و إسماعيل وخلف في اختياره والفراء عن عبد الوارث والمفضل هزءا باسكان الزاي ورواه حفص بالضم من غير همز وحكى ابو علي الفارسي ان كل اسم على ثلاثة أحرف اوله مضموم فمن العرب من يثقله ومنهم من يخففه نحو العسر واليسر
قوله تعالى قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين
وانما انتفى من الهزء لأن الهازئ جاهل لاعب فلما تبين لهم أن الأمر من عند الله قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال الزجاج وانما سألوا ما هي لأنهم لايعلمون أن بقرة يحيا بضرب بعضها ميت
فأما الفارض فهي المسنة يقال فرضت البقرة فهي فارض إذا أسنت والبكر الصغيرة التي لم تلد والعوان دون المسنة وفوق الصغير يقال حرب عوان إذا لم تكن اول حرب وكانت ثانية
قوله تعالى قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون
في الصفراء قولان أحدهما أنه من الصفرة وهو اللون المعروف قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد وابن قتيبة و الزجاج والثاني أنها السوداء قال الحسن البصري ورده جماعة فقال ابن قتيبة هذا غلط في نعوت البقر وإنما يكون ذلك في نعوت الإبل يقال بعير أصفر أي أسود لآن السوداء من الإبل يشوب سوادها صفرة


الصفحة التالية
Icon