وشهيدا منصوب على التمييز لأنك إذا قلت كفى بالله ولم تبين في أي شيء الكفاية كنت مبهما
وفي المراد بشهادة الله هاهنا ثلاثة أقوال أحدها شهيدا لك بأنك رسوله قاله مقاتل والثاني على مقالتهم قاله ابن السائب والثالث لك بالبلاغ وعليهم بالتكذيب والنفاق قاله أبو سليمان الدمشقي فان قيل كيف عاب الله هؤلاء حين قالوا إن الحسنة من عند الله والسيئة من عند النبي عليه السلام ورد عليهم بقوله قل كل من عند الله ثم عاد فقال ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك فهل قال القوم إلا هكذا فعنه جوابان
أحدهما أنهم أضافوا السيئة إلى النبي صلى الله عليه و سلم تشاؤما به فرد عليهم فقال كل بتقدير الله ثم قال ما أصابك من حسنة فمن الله أي من فضله وما أصابك من سيئة فبذنبك وإن كان الكل من الله تقديرا
والثاني أن جماعة من أرباب المعاني قالوا في الكلام محذوف مقدر تقديره فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا يقولون ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك فيكون هذا من قولهم والمحذوف المقدر في القرآن كثير ومنه قوله ربنا تقبل منا البقرة ١٢٧ أي يقولان ربنا ومثله أو به أذى من رأسه ففدية البقرة ١٩٦ أي فحلق ففدية ومثله فأما الذين اسودت وجههم أكفرتم آل عمران ١٠٦ أي فيقال لهم ومثله والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم الرعد ٢٣ ٢٤ أي يقولون سلام ومثله أو كلم به الموتى بل لله الأمر الرعد ٣١ أراد لكان هذا القرآن ومثله ولولا فضل الله عليكم ورحمته


الصفحة التالية
Icon