قال أبو علي الشنان قد جاء وصفا وقد جاء اسما فمن حرك فلأنه مصدر والمصدر يكثر على فعلان نحو النزوان ومن سكن قال هو مصدر وقد جاء المصدر على فعلان تقول لويته دينه ليانا فالمعنى في القراءتين واحد وإن اختلف اللفظان واختلفوا في قوله أن صدوكم فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالكسر وقرأ الباقون بالفتح فمن فتح جعل الصد ماضيا فيكون المعنى من أجل أن صدوكم ومن كسرها جعلها للشرط فيكون الصد مترقبا قال أبو الحسن الأخفش وقد يكون الفعل ماضيا مع الكسر كقوله إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يوسف ٧٧ وقد كانت السرقة عندهم قد وقعت وأنشد أبو علي الفارسي... إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة... ولم تجدي من أن تقري بها بدا...
فانتفاء الولادة أمر ماض وقد جعله جزاء والجزاء إنما يكون بالمستقبل فيكون المعنى إن ننتسب لا تجدني مولود لئيمة قال ابن جرير وقراءة من فتح الألف أبين لأن هذه السورة نزلت بعد الحديبية وقد كان الصد تقدم
فعلى هذا في معنى الكلام قولان
أحدهما ولا يحملنكم بغض أهل مكة أن صدوكم عن المسجد الحرام أن