والثاني أنها حجارة كانوا يذبحون عليها ويشرحون اللحم عليها ويعظمونها وهو قول ابن جريج وقرأ الحسن وخارجة عن أبي عمرو على النصب بفتح النون وسكون الصاد قال ابن قتيبة يقال نصب ونصب ونصب وجمعه أنصاب
قوله تعالى وأن تستقسموا بالأزلام قال ابن جرير أي وأن تطلبوا علم ما قسم لكم أو لم يقسم بالأزلام وهو استفعلت من القسم قسم الرزق والحاجات قال ابن قتيبة الأزلام القداح واحدها زلم وزلم والاستقسام بها أن يضرب بها فيعمل بما يخرج فيها من أمر أو نهي فكانوا إذا أرادوا أن يقتسموا شيئا بينهم فأحبوا أن يعرفوا قسم كل امرئ تعرفوا ذلك منها فأخذ الاستقسام من القسم وهو النصيب قال سعيد بن جبير الأزلام حصى بيض كانوا إذا أرادوا غدوا أو رواحا كتبوا في قدحين في أحدهما أمرني ربي وفي الآخر نهاني ربي ثم يضربون بهما فأيهما خرج عملوا به وقال مجاهد الأزلام سهام العرب وكعاب فارس التي يتقامرون بها وقال السدي كانت الأزلام تكون عند الكهنة وقال مقاتل في بيت الأصنام وقال قوم كانت عند سدنة الكعبة قال الزجاج ولا فرق بين ذلك وبين قول المنجمين لا تخرج من أجل نجم كذا أو اخرج من أجل نجم كذا
قوله تعالى ذلكم فسق في المشار إليه بذلكم قولان
أحدهما أنه جميع ما ذكر في الآية رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير