الشروب فلا يزن جناح بعوضة فعلى هذا يوزن الإنسان قال ابن عباس توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان فأما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة فيوضع في كفة الميزان فتثقل حسناته على سيئاته وأما الكافر فيؤتى بعمله في أقبح صورة فيوضع في كفة الميزان فيخف وزنه وقال الحسن للميزان لسان وكفتان وجاء في الحديث أن داود عليه السلام سأل ربه ان يريه الميزان فأراه إياه فقال يا إلهي من يقدر أن يملأ كفتيه حسنات فقال يا داود إني إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة وقال حذيفة جبريل صاحب الميزان يوم القيامة فيقول له ربه زن بينهم ورد من بعضهم على بعض فيرد على المظلوم من الظالم ما وجد له من حسنة فان لم تكن له حسنة أخذ من سيئات المظلوم فرد على سيئات الظالم فيرجع وعليه مثل الجبال
فان قيل أليس الله يعلم مقادير الأعمال فما الحكمة في وزنها فالجواب أن فيه خمسة حكم
أحدها امتحان الخلق بالإيمان بذلك في الدنيا والثانية إظهار علامة السعادة والشقاوة في الأخرى والثالثة تعريف العباد ما لهم من خير وشر والرابعة إقامة الحجة عليهم والخامسة الإعلام بأن الله عادل لا يظلم ونظير هذا أنه أثبت الاعمال في كتاب واستنسخها من غير جواز النسيان عليه