فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين
قوله تعالى فوسوس لهما الشيطان قيل إن الوسوسة إخفاء الصوت قال ابن فارس الوسواس صوت الحلي ومنه وسواس الشيطان ولهما بمعنى إليهما ليبدي لهما أي ليظهر لهما ماووري عنهما أي ستر وقيل إن لام ليبدي لام العاقبة وذلك أن عاقبة الوسوسة أدت إلى ظهور عورتهما ولم تكن الوسوسة لظهورها
قوله تعالى إلا أن تكونا ملكين قال الأخفش والزجاج معناه ما نهاكما إلا كراهة أن تكونا ملكين وقال ابن الانباري المعنى إلا أن لا تكونا فاكتفى بأن من لا فأسقطها فان قيل كيف انقاد آدم لإبليس مستشرفا إلى أن يكون ملكا وقد شاهد الملائكة ساجدة له فعنه جوابان
أحدهما أنه عرف قربهم من الله واجتماع أكثرهم حول عرشه فاستشرف لذلك قاله ابن الأنباري
والثاني أن المعنى إلا أن تكونا طويلي العمر مع الملائكة أو تكونا من الخالدين لا تموتان أبدا قاله أبو سليمان الدمشقي وقد روى يعلى بن حكيم عن ابن كثير أن تكونا ملكين بكسر اللام وهي قراءة الزهري
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدليهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة


الصفحة التالية
Icon