وفي السماء قولان
أحدهما أنها السماء المعروفة وهو المشهور
والثاني أن لمعنى لا تفتح لهم أبواب الجنة ولا يدخلونها لأن الجنة في السماء ذكره الزجاج
قوله تعالى حتى يلج الجمل في سم الخياط الجمل هو الحيوان المعروف فان قال قائل كيف خص الجمل دون سائر الدواب وفيها ما هو أعظم منه فعنه جوابان
أحدهما أن ضرب المثل بالجمل يحصل المقصود والمقصود أنهم لا يدخلون الجنة كما لا يدخل الجمل في ثقب الإبرة ولو ذكر أكبر منه أو اصغر منه جاز والناس يقولون فلان لا يساوي درهما وهذا لا يغني عنك فتيلا وإن كنا نجد أقل من الدرهم والفتيل
والثاني أن الجمل أكبر شأنا عند العرب من سائر الدواب فانهم يقدمونه في القوة على غيره لأنه يوقر بحمله فينهض به دون غيره من الدواب ولهذا عجبهم من خلق الإبل فقال أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت فآثر الله ذكره على غيره لهذا المعنى ذكر الجوابين ابن الانباري قال وقد روى شهر بن حوشب عن ابن عباس أنه قرأ حتى يلج الجمل بضم الجيم وتشديد الميم وقال هو القلس الغليظ
قال المصنف وهي قراءة أبي رزين ومجاهد وابن محيصن وأبي مجلز وابن يعمر وأبان عن عاصم قال وروى مجاهد عن ابن عباس حتى يلج الجمل بضم الجيم وفتح الميم وتخفيفها