قوله تعالى إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام اختلفوا أي يوم بدأ بالخلق على ثلاثة أقوال
أحدها أنه يوم السبت روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي فقال خلق الله عز و جل التربة يوم السبت وخلق الجبال فيها يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الاربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل وهذا اختيار محمد بن إسحاق قال ابن الانباري وهذا إجماع أهل العلم
والثاني يوم الأحد قاله عبد الله بن سلام وكعب والضحاك ومجاهد واختاره ابن جرير الطبري وبه يقول أهل التوراة
والثالث يوم الاثنين قاله ابن إسحاق وبهذا يقول أهل الإنجيل ومعنى قوله في ستة ايام أي في مقدار ذلك لأن اليوم يعرف بطلوع الشمس وغروبها ولم تكن الشمسي حينئذ قال ابن عباس مقدار كل يوم من تلك الأيام ألف سنة وبه قال كعب ومجاهد والضحاك ولا نعلم خلافا في ذلك ولو قال قائل إنها كأيام الدنيا كان قوله بعيدا من وجهين
أحدهما خلاف الآثار والثاني أن الذي يتوهمه المتوهم من الإبطاء في