وروى إسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي قال العرش ياقوتة حمراء وإجماع السلف منعقد على أن لا يزيدوا على قراءة الآية وقد شذ قوم فقالوا العرش بمعنى الملك وهذا عدول عن الحقيقة الى التجوز مع مخالفة الأثر ألم يسمعوا قوله تعالى وكان عروشه على الماء أتراه كان الملك على الماء وكيف يكون الملك ياقوتة حمراء وبعضهم يقول استوى بمعنى استولى ويحتج بقول الشاعر... حتى استوى بشر على العراق... من غير سيف ودم مهراق...
ويقول الشاعر أيضا... هما استويا بفضلهما جميعا... على عرش الملوك بغير زور...
وهذا منكر عند اللغويين قال ابن الاعرابي العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى ومن قال ذلك فقد أعظم قالوا وإنما يقال استولى فلان على كذا إذا كان بعيدا عنه غير متمكن منه ثم تمكن منه والله عز و جل لم يزل مستوليا على الأشياء والبيتان لا يعرف قائلهما كذا قال ابن فارس اللغوي ولو صحا فلا حجة فيهما لما بينا من استيلاء من لم يكن مستوليا نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة
قوله تعالى يغشي الليل النهار قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر يغشي ساكنة الغين خفيفة وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم يغشي مفتوحة الغين مشددة وكذلك قرؤوا في الرعد قال الزجاج المعنى أن الليل يأتي على النهار فيغطيه وإنما لم يقل ويغشي النهار الليل لأن في الكلام دليلا عليه وقد قال ف موضع خر يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وقال أبو علي إنما لم يقل يغشي