فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون
قوله تعالى فتولى عنهم يقول انصرف صالح عنهم بعد عقر الناقة لأن الله تعالى أوحى إليه أن أخرج من بين أظهرهم فاني مهلكهم وقال قتادة ذكر لنا أن صالحا أسمع قومه كما أسمع نبيكم قومه يعني بعد موتهم
قوله تعالى أتأتون الفاحشة يعني إتيان الرجال ما سبقكم بها من أحد قال عمرو بن دينار ما نزا ذكر على ذكر في الدنيا حتى كان قوم لوط وقال بعض اللغويين لوط مشتق من لطت الحوض إذا ملسته بالطين قال الزجاج وهذا غلط لأنه اسم أعجمي كاسحاق ولا يقال إنه مشتق من السحق وهو البعد
قوله تعالى إنكم لتأتون الرجال هذا استفهام إنكار والمسرف المجاوز ما أمر به وقوله تعالى أخرجوهم من قريتكم يعني لوطا وأتباعه المؤمنين إنهم أناس يتطهرون قال ابن عباس يتنزهون عن أدبار الرجال وأدبار النساء
فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين