قوله تعالى واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم قال الزجاج جائز أن يكون المعنى جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء وجائز أن يكون كثر عددكم بعد أن كنتم قليلا وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار فكثرهم
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين
قوله تعالى وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به طائفة لم يؤمنوا أي إن أختلفتم في رسالتي فصرتم فريقين مصدقين ومكذبين فاصبروا حتى يحكم الله بيننا بتعذيب المكذبين وإنجاء المصدقين وهو خير الحاكمين لأنه العدل الذي لا يجور
قوله تعالى أو لتعودن في ملتنا يعنون ديننا وهو الشرك قال الفراء جعل في قوله لتعودن لاما كجواب اليمين وهو في معنى شرط ومثله في الكلام والله لأضربنك أو تقر لي فيكون معناه معنى إلا أو معنى حتى قال أو لو كنا كارهين أي أو تجبروننا على ملتكم إن كرهناها والألف للاستفهام فان قيل كيف قالوا لتعودن وشعيب لم يكن في كفر قط فيعود إليه فعنه جوابان
أحدهما أنهم لما جمعوا في الخطاب معه من كان كافرا ثم آمن خاطبوا شعيبا بخطاب أتباعه وغلبوا لفظهم على لفظه لكثرتهم وانفراده