غدا أتؤمن بي فقال الساحر لآتين غدا بسحر لا يغلبه السحر فوالله لئن غلبتني لأومنن بك فان قيل كيف جاز أن يأمرهم موسى بالإلقاء وفعل السحر كفر فعنه ثلاثة أجوبة أحدها أن مضمون أمره إن كنتم محقين فألقوا والثاني ألقوا على ما يصح لا على ما يفسد ويستحيل ذكرهما الماوردي والثالث إنما أمرهم بالإلقاء لتكون معجزته أظهر لأنهم إذا ألقوا ألقى عصاه فابتلعت ذلك ذكره الواحدي فان قيل كيف قال وألقي السحرة ساجدين وإنما سجدوا باختيارهم فالجواب أنه لما زالت كل شبهة بما أظهر الله تعالى من أمره اضطرهم عظيم ما عاينوا إلى مبادرة السجود فصاروا مفعولين في الإلقاء تصحيحا وتعظيما لشأن ما رأوا من الآيات ذكره ابن الانباري قال ابن عباس لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل
قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين قالوا إنا إلى ربنا منقلبون
قوله تعالى آمنتم به قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو ءآمنتم به بهمزة ومدة على الاستفهام وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم أآمنتم به فاستفهموا بهمزتين الثانية ممدودة وقرأ حفص عن عاصم آمنتم به على الخبر وروى ابن الإخريط عن ابن كثير قال فرعون وأمنتم به فقلب همزة الاستفهام واوا وجعل الثانية ملينة بين بين وروى قنبل عن القواس مثل رواية ابن الإخريط غير أنه كان يهمز بعد الواو وقال أبو علي همز بعد الواو