عطاء بن أبي رباح وروى أبو طالب عن أحمد أنه سئل عن الفراء من الزحف فقال لا يفر رجل من رجلين فان كانوا ثلاثة فلا بأس وقد نقل نحو هذا عن ابن عباس وقال محمد بن الحسن إذا بلغ الجيش اثني عشر ألفا فليس لهم أن يفروا من عدوهم وإن كثر عددهم ونقل نحو هذا عن مالك ووجهه ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ما هزم قوم إذا بلغوا اثني عشر ألفا من قلة إذا صبروا وصدقوا
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين
قوله تعالى فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة إلا عاصما ولكن الله قتلهم ولكن الله رمى بتخفيف النون ورفع اسم الله فيهما وسبب نزول هذا الكلام أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رجعوا عن بدر جعلوا يقولون قتلنا وقتلنا هذا معنى قول مجاهد
فأما قوله تعالى وما رميت إذ رميت ففي سبب نزوله ثلاثة أقوال
أحدها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي ناولني كفا من حصباء فناوله فرمى به في وجوه القوم فما بقي منهم أحد إلا وقعت في عينه حصاة وقيل أخذ قبضة من تراب فرمى بها وقال شاهت الوجوه فما بقي مشرك إلا شغل بعينه يعالج التراب الذي فيها فنزلت وما رميت إذ رميت ولكن الله