بعد نهي ولو كان جوابا ما دخلت النون وذكر ابن الانباري فيها قولين
أحدهما أن الكلام تأويله تأويل الخبر إذ كان المعنى إن لا يتقوها تصب الذين ظلموا أي وغيرهم أي لا تقع بالظالمين دون غيرهم لكنها تقع بالصالحين والطالحين فلما ظهر الفعل ظهور النهي والنهي راجع إلى معنى الأمر إذ القائل يقول لا تقم يريد دع القيام ووقع مع هذا جوابا للأمر أو كالجواب له فأكد له شبه النهي فدخلت النون المعروف دخولها في النهي وما يضارعه
والثاني أنها نهي محض معناه لا يقصدن الظالمون هذه الفتنة فيهلكوا فدخلت النون لتوكيد الاستقبال كقوله لا يحطمنكم وللمفسرين في معنى الكلام قولان
أحدهما لا تصيبن الفتنة الذين ظلموا
والثاني لا يصيبن عقاب الفتنة فان قيل فما ذنب من لم يظلم فالجواب أنه بموافقته للأشرار أو بسكوته عن الإنكار أو بتركه للفرار استحق العقوبة وقد قرأ علي وابن مسعود وأبي بن كعب لتصيبن الذين ظلموا بغير ألف
واذركوا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون