العموم على الخصوص كما يقال قتل أهل المسجد رجلا وأخذ أهل البصرة فلانا ولعله لم يفعل ذلك إلا رجل واحد
والرابع وما كان الله معذبهم وفي أصلابهم من يستغفر الله قاله مجاهد قال ابن الانباري فيكون معنى تعذيبهم إهلاكهم فالمعنى وما كان الله مهلكهم وقد سبق في علمه أنه يكون لهم أولاد يؤمنون به ويستغفرونه فوصفهم بصفة ذراريهم وغلبوا عليهم كما غلب بعضهم على كلهم في الجواب الذي قبله
والخامس أن المعنى لو استغفروا لما عذبهم الله ولكنهم لم يستغفروا فاستحقوا العذاب وهذا كما تقول العرب ما كنت لأهينك وأنت تكرمني يريدون ما كنت لأهينك لو أكرمتني فأما إذا لست تكرمني فانك مستحق لإهانتي وإلى هذا القول ذهب قتادة والسدي قال ابن الانباري وهو اختيار اللغويين وذكر المفسرون في معنى هذا الاستغفار ثلاثة أقوال
أحدها أنه الاستغفار المعروف وقد ذكرناه عن ابن عباس
والثاني أنه بمعنى الصلاة رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ومنصور عن مجاهد وبه قال الضحاك
والثالث أنه بمعنى الإسلام رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد وبه قال عكرمة وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
قوله تعالى وما لهم ألا يعذبهم الله هذه الآية أجازت تعذيبهم والأولى