فاعلموا أن الله مولاكم أي وليكم وناصركم قال ابن قتيبة نعم المولى أي نعم الولي ونعم النصير أي الناصر مثل قدير وقادر وسميع وسامع
واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير
قوله تعالى واعلموا أنما غنمتم من شيء اختلفوا هل الغنيمة والفيء بمعنى واحد أم يختلفان على قولين
أحدهما أنهما يختلفان ثم في ذلك قولان أحدهما أن الغنيمة ما طهر عليه من أموال المشركين والفيء ما ظهر عليه من الأرضين قاله عطاء بن السائب والثاني أن الغنيمة ما أخذ عنوة والفيء ما أخذ عن صلح قاله سفيان الثوري وقيل بل الفيء ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب كالعشور والجزية وأموال المهادنة والصلح وما هربوا عنه
والثاني أنهما واحد وهما كل ما نيل من المشركين ذكره الماوردي وقال الزجاج الأموال ثلاثة اصناف فما صار إلى المسلمين من المشركين في حال الحرب فقد سماه الله تعالى أنفالا وغنائم وما صار من المشركين من خراج أو جزية مما لم يؤخذ في الحرب فقد سماه فيئا وما خرج من أموال المسلمين كالزكاة والنذر والقرب سماه صدقة وأما قوله من شيء فالمراد به كل ما وقع عليه اسم الشيء قال مجاهد المخيط من الشيء
قوله تعالى فإن لله خمسه وروى عبد الوارث خمسه بسكون الميم وفي المراد بالكلام قولان