قوله تعالى وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان هو يوم بدر فرق فيه بين الحق والباطل بنصر المؤمنين والذي أنزل عليه يومئذ قوله يسألونك عن الأنفال نزلت حين اختلفوا فيها فالمعنى إن كنتم آمنتم بذلك فاصدروا عن أمر الرسول في هذا أيضا
إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم
قوله تعالى إذ أنتم بالعدوة الدنيا قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالعدوة والعدوة العين فيهما مكسورة وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي بضم العين فيهما قال الأخفش لم يسمع من العرب إلا الكسر وقال ثعلب بل الضم أكثر اللغتين قال ابن السكيت عدوة الوادي وعدوته جانبه والجمع عدى وعدى والدنيا تأنيث الأدنى وضدها القصوى وهي تأنيث الأقصى وما كان من النعوت على فعلى من ذوات الواو فان العرب تحوله إلى الياء نحو الدنيا من دنوت والعليا من علوت لأنهم يستثقلون الواو مع ضم الأول وليس في هذا اختلاف إلا أن