الثاني أنها للتبعيض فالمعنى إن شر الدواب الكفار وشرهم الذين عاهدت ونقضوا
والثالث أنها بمعنى مع والمعنى عاهدت معهم
والرابع أنها دخلت لأن العهد أخذ منهم
قوله تعالى ثم ينقضون عهدهم في كل مرة أي كلما عاهدتهم نقضوا
وفي قوله وهم لا يتقون قولان
أحدهما لا يتقون نقض العهد والثاني لا يتقون الله في نقض العهد
قال المفسرون كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عاهد يهود قريظة أن لا يحاربوه ولا يعاونوا عليه فنقضوا العهد وأعانوا عليه مشركي مكة بالسلاح ثم قالوا نسينا وأخطأنا ثم عاهدوه الثانية فنقضوا ومالؤوا الكفار يوم الخندق وكتب كعب ابن الأشرف إلى مكة يوافقهم على مخالفة رسول الله صلى الله عليه و سلم
فأما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يتذكرون
قوله تعالى فاما تثقفنهم قال أبو عبيدة مجازه فان تثقفنهم فعلى قوله تكون ما زائدة وقد سبق بيان فاما في البقرة قال ابن قتيبة فمعنى تثقفنهم تظفر بهم فشرد بهم من خلفهم أي افعل بهم فعلا من العقوبة والتنكيل يتفرق به من وراءهم من أعدائك قال ويقال شرد بهم أي سمع بهم بلغة قريش قال الشاعر... أطوف في الأباطح كل يوم... مخافة أن يشرد بي حكيم