أحدها أنه المعاصي فتكون فائدة تخصيص النهي عنه بهذه الأشهر أن شأن المعاصي يعظم فيها أشد من تعظيمه في غيرها وذلك لفضلها على ما سواها كقوله وجبريل وميكال وإن كانا قد دخلا في جملة الملائكة وقوله فاكهة ونخل ورمان وإن كانا قد دخلا في جملة الفاكهة وقوله فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وإن كان منهيا عنه في غير الحج وكما أمر بالمحافظة على الصلاة الوسطى وإن كان مأمورا بالمحافظة على غيرها هذا قول الأكثرين
والثاني أن المراد بالظلم فيهن فعل النسيء وهو تحليل شهر محرم وتحريم شهر حلال قاله ابن اسحاق
والثالث أنه البداية بالقتال فيهن فيكون المعنى فلا تظلموا أنفسكم بالقتال فيهن إلا أن تبدؤوا بالقتال قاله مقاتل
والرابع أنه ترك القتال فيهن فيكون المعنى فلا تظلموا فيهن أنفسكم بترك المحاربة لعدوكم قاله ابن بحر وهو عكس قول مقاتل والسر في أن الله تعالى عظم بعض الشهور على بعض ليكون الكف عن الهوى فيها ذريعة إلى استدامة الكف في غيرها تدريجا للنفس إلى فراق مألوفها المكروه شرعا
إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين
قوله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر الجمهور على همز النسيء ومده وكسر سينه وروى شبل عن ابن كثير النسء على وزن النسع وفي


الصفحة التالية
Icon