وفي قوله ورزقني منه رزقا حسنا ثلاثة أقوال
أحدها أنه الحلال قال ابن عباس وكان شعيب كثير المال
والثاني النبوة والثالث العلم والمعرفة
قال الزجاج وجواب الشرط هاهنا متروك والمعنى إن كنت على بينة من ربي أتبع الضلال فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى وقد مر مثل هذا
قوله تعالى وما أريد أن أخلفكم إلى ما أنهاكم عنه قال قتادة لم أكن لأنهاكم عن أمر ثم أرتكبه وقال الزجاج ما أقصد بخلافكم القصد إلى ارتكابه
قوله تعالى إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت أي ما أريد بما آمركم به إلا إصلاح أموركم بقدر طاقتي وقدر طاقتي إبلاغكم لا إجباركم
قوله تعالى وما توفيقي إلا بالله فتح تاء توفيقي أهل المدينة وابن عامر ومعنى الكلام ما أصابتي الحق في محاولة صلاحكم إلى بالله عليه توكلت أي فوضت أمري وذلك أنهم تواعدوه بقولهم لنخرجنك يا شعيب الأعراف ٨٨ وإليه أنيب أي أرجع
قوله تعالى لا يجرمنكم شقاقي حرك هذه الياء ابن كثير وأبو عمرو ونافع قال الزجاج لا تكسبنكم عداوتكم إياي أن تعذبوا
قوله تعالى وما قوم لوط منكم ببعيد فيه قولان
أحدهما أنهم كانوا قريبا من مساكنهم
والثاني أنهم كانوا حديثي عهد بعذاب قوم لوط قال الزجاج كان إهلاك قوم لوط أقرب الإهلاكات التي عرفوها قال ابن الأنباري إنما وحد بعيدا لأنه أزاله عن صفة القوم وجعله نعتا مكان محذوف تقديره وما قوم لوط منكم بمكان بعيد


الصفحة التالية
Icon