إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين
قوله تعالى إذ قالوا يعني إخوة يوسف ليوسف وأخوه يعنون ابن يامين وإنما قيل له ابن يامين لأن أمه ماتت نفساء ويامين بمعنى الوجع وكان أخاه لأمه وأبيه والباقون إخوته لأبيه دون أمه
فأما العصبة فقال الزجاج هي في اللغة الجماعة الذين أمرهم واحد يتابع بعضهم بعضا في الفعل ويتعصب بعضهم لبعض
وللمفسرين في العصبة ستة أقوال
أحدها أنها ما كان أكثر من عشرة رواه الضحاك عن ابن عباس والثاني أنها ما بين العشرة إلى الأربعين روي عن ابن عباس أيضا وبه قال قتادة والثالث أنها ستة أو سبعة قاله سعيد بن جبير والرابع أنها من عشرة إلى خمسة عشر قاله مجاهد والخامس الجماعة قاله ابن زيد وابن قتيبة والزجاج والسادس عشرة قاله مقاتل وقال الفراء العصبة عشرة فما زاد
قوله تعالى إن أبانا لفي ضلال مين فيه ثلاثة اقوال
أحدها لفي خطأ من رايه قاله ابن زيد والثاني في شقاء قاله مقاتل والمراد به عناء الدنيا والثالث لفي ضلال عن طريق الصواب الذي يقتضي تعديل المحبة بيننا لأن نفعنا له أعم قال الزجاج ولو نسبوه إلى الضلال في الدين كانوا كفارا إنما أرادوا إنه قدم ابنين صغيرين علينا في المحبة ونحن جماعة نفعنا أكثر اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين