بذلك لكي نعلمه من تأويل الأحاديث وقد سبق تفسير تأويل الأحاديث يوسف ٦ والله غالب على أمره في هاء الكناية قولان
أحدهما أنها ترجع إلى الله فالمعنى أنه غالب على ما أراد من قضائه وهذا معنى قول ابن عباس
والثاني أنها ترجع إلى يوسف فالمعنى غالب على أمر يوسف حتى يبلغه ما أراده له وهذا معنى قول مقاتل وقال بعضهم والله غالب على أمره حيث أمر يعقوب يوسف أن لا يقص رؤياه على إخوته فعلموا بها ثم أراد يعقوب أن لا يكيدوه فكادوه ثم أراد إخوة يوسف قتله فلم يقدر لهم ثم أرادوا أن يلتقطه بعض السيارة فنيدرس أمره فعلا أمره ثم باعوه ليكون مملوكا فغلب أمره حتى ملك وأرادوا أن يعطفوا أباهم فأباهم ثم أرادوا أن يغروا يعقوب بالبكاء والدم الذي ألقوه على القميص فلم يخف عليه ثم أرادوا أن يكونوا من بعده قوما صالحين فنسوا ذنبهم إلى أن أقروا به بعد سنين فقالوا إنا كنا خاطئين يوسف ٩٧ ثم أرادوا أن يمحوا محبته من قلب أبيه فازدادت ثم أرادت أزليخا أن تلقي عليه التهمة بقولها ما جزاء من أراد بأهلك سوءا يوسف ٢٥ فغلب أمره حتى شهد شاهد من أهلها وأراد يوسف أن يتخلص من السجن بذكر الساقي فنسي الساقي حتى لبث في السجن بضع سنين ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين
قوله تعالى ولما بلغ أشده قد ذكرنا معنى الأشد في الأنعام ١٥٢