فلا يدعني قومي صريحا لحرة... لئن كنت مقتولا وتسلم عامر...
أراد لئن كنت مقتولا وتسلم عامر فلا يدعني قومي فقدم الجواب وإلى هذا القول ذهب قطرب وأنكره قوم منهم ابن الأنباري وقالوا تقديم جواب لولا عليها شاذ مستكره لا يوجد في فصيح كلام العرب فأما البيت المستشهد به فمن اضطرار الشعراء لأن الشاعر يضيق الكلام به عند اهتمامه بتصحيح أجزاء شعره فيضع الكلمة في غير موضعها ويقدم ما حكمه التأخير ويؤخر ما حكمه التقديم ويعدل عن الاختيار إلى المستقبح للضرورة قال الشاعر... جزى ربه عني عدي بن حاتم... بتركي وخذلاني جزاء موفرا...
تقديره جزى عني عدي بن حاتم ربه فاضطره إلى تقديم الرب وقال الآخر... لما جفا إخوانه مصعبا... أدى بذلك البيع صاعا بصاع...
أراد لما جفا مصعبا إخوانه وأنشد الفراء... طلبا لعرفك يا ابن يحيى بعدما... تتقطعت بي دونك الأسباب...
فزاد تاء على تقطعت لا أصل لها ليصلح ون شعره وأنشد ثعلي... إن شكلي وإن شكلك شتى... فالزمي الخفض وانعمي تبيضضي... فزاد ضادا لا أصل لها لتكمل أجزاء البيت وقال الفرزدق... هما تفلا في في من فمويهما... على النابح العاوي أشد لجاميا...
فزاد واوا بعد الميم ليصلح شعره ومثل هذه الأشياء لا يحمل عليها كتاب الله النازل بالفصاحة لأنها من ضرورات الشعراء
والقول الرابع أنه هم أن يضربها ويدفعها عن نفسه فكان البرهان الذي


الصفحة التالية
Icon