لمتنني فيه أي في حبه ثم أقرت عندهن فقالت ولقد راودته عن نفسه فاستعصم أي امتنع
قوله تعالى وليكونن من الصاغرين قال الزجاج القراءة الجيدة تخفيف وليكونن والوقوف عليها بالألف لأن النون الخفيفة تبدل منها في الوقف الألف تقول اضربن زيدا وإذا وقفت قلت اضربا وقد قرئت وليكونن بتشديد النون وأكرهها لخلاف المصحف لأن الشديدة لا يبدل منها شيء والصاغرون المذلون قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم
قوله تعالى قال رب السجن أحب إلي قال وهب بن منبه لما قالت فذلكن الذي لمتنني فيه قلن لا لوم عليك قالت فاطلبن إلى يوسف أن يسعفني بحاجتي فقلن يا يوسف افعل فقالت لئن لم يفعل لأخلدنه السجن فعند ذلك قال رب السجن أحب إلي وقرأ يعقوب السجن بفتح السين هاهنا فحسب قال الزجاج من كسر سين السجن فعلى اسم المكان فيكون المعنى نزول السجن أحب إلي من ركوب المعصية ومن فتح فعلى المصدر المعنى أن أسجن أحب إلي وإلا تصرف عني كيدهن أي إلا تعصمني أصب إليهن أي أمل إليهن يقال صبا إلى اللهو يصبو صبوا وصبوا وصباء إذا مال وقال ابن الأنباري ومعنى هذا الكلام اللهم اصرف عني كيدهن ولذلك قال فاستجاب له ربه
قال فإن قيل إنما كادته امرأة العزيز وحدها فكيف قال كيدهن