أي ذاهب ومعنى الكلام أن الظاهر والخفي عنده سواء هذا قول الأكثرين وروى العوفي عن ابن عباس ومن هو مستخف قال صاحب ريبة بالليل فإذا خرج بالنهار أرى الناس أنه بريء من الإثم
والثاني أن المستخفي بالليل الظاهر والسارب بالنهار المستتر يقال انسرب الوحش إذا دخل في كناسه وهذا قول الأخفش وذكره قطرب أيضا واحتج له ابن جرير بقولهم خفيت الشيء إذا أظهرته ومنه أكاد أخفيها طه ١٥ بفتح الألف أي أظهرها قال وإنما قيل للمتوارى سارب لأنه صار في السرب مستخفيا له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال
قوله تعالى له معقبات في هاء له أربعة أقوال
أحدها أنها ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس
والثاني إلى الملك من ملوك الدنيا رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس
والثالث إلى الإنسان قاله الزجاج
والرابع إلى الله تعالى ذكره ابن جرير وأبو سليمان الدمشقي
وفي المعقبات قولان
أحدهما أنها الملائكة رواه عكرمة عن ابن عباس وبه قال مجاهد والحسن وقتادة في آخرين قال الزجاج والمعنى للإنسان ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بعقب بعض وقال أكثر المفسرين هم الحفظة اثنان بالنهار


الصفحة التالية
Icon