قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار
قوله تعالى قل من رب السموات والأرض قل الله إنما جاء السؤال والجواب من جهة لأن المشركين لا ينكرون أن الله خالق كل شيء فلما لم ينكروا كان كأنهم أجابوا ثم ألزمهم الحجة بقوله قل أفاتخذتم من دونه أولياء يعني الأصنام توليتموهم فعبدتموهم وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فكيف لغيرهم ثم ضرب مثلا للذي يعبد الأصنام والذي يعبد الله بقوله قل هل يستوي الأعمى والبصير يعني المشرك والمؤمن أم هل تستوي الظلمات والنور وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم تستوي بالتاء وقرأ حمزة والكسائي وابو بكر عن عاصم يستوي بالياء قال أبو علي التأنيث حسن لأنه فعل مؤنث والتذكير سائغ لأنه تأنيث غير حقيقي ويعني الظلمات والنور الشرك والإيمان أم جعلوا الله شركاء قال ابن الأنباري معناه أجعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه خلق الله بخلق هؤلاء وهذا استفهام إنكار والمعنى ليس الأمر على هذا بل إذا فكروا علموا أن الله هو المنفرد بالخلق وغيره لا يخلق شيئا
قوله تعالى قل الله خالق كل شيء قال الزجاج قل ذلك وبينه بما أخبرت به من الدلالة في هذه السورة مما يدل على أنه خالق كل شيء وقد ذكرنا في يوسف ٣٩ معنى الواحد القهار