ويعني بقوله ومما توقدون عليه ما يدخل إلى النار فيذاب من الجواهر ابتغاء حلية يعني الذهب والفضة أو متاع يعني الحديد والصفر والنحاس والرصاص تتخذ منه الأواني والأشياء التي ينتفع بها زبد مثله أي له زبد إذا أذيب مثل زبد السيل فهذا مثل آخر
وفيما ضرب له هذان المثلان ثلاثة أقوال
أحدها أنه القرآن شبه نزوله من السماء بالماء وشبه قلوب العباد بالأودية تحمل منه على قدر اليقين والشك والعقل والجهل فيستكن فيها فينتفع المؤمن بما في قلبه كانتفاع الأرض التي يستقر فيها المطر ولا ينتفع الكافر بالقرآن لمكان شكه وكفره فيكون ما حصل عنده من القرآن كالزبد وكخبث الحديد لا ينتفع به
والثاني أنه الحق والباطل فالحق شبه بالماء الباقي الصافي والباطل مشبه بالزبد الذاهب فهو وإن علا على الماء فإنه سيمحق كذلك الباطل وإن ظهر على الحق في بعض الأحوال فإن الله سيبطله
والثالث أنه مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فمثل المؤمن واعتقاده وعمله كالماء المنتفع به ومثل الكافر واعتقاده وعمله كالزبد
قوله تعالى كذلك أي كما ذكر هذا يضرب الله مثل الحق والباطل وقال أبو عبيدة كذلك يمثل الله الحق ويمثل الباطل
فأما الجفاء فقال ابن قتيبة هو ما رمى به الوادي إلى جنباته يقال أجفأت القدر بزبدها إذا ألقته عنها قال ابن فارس الجفاء ما نفاه السيل ومنه اشتقاق الجفاء وقال ابن الأنباري جفاء أي باليا متفرقا قال ابن عباس إذا مس الزبد لم يكن شيئا


الصفحة التالية
Icon