وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام
قوله تعالى وقد مكروا مكرهم في المشار إليهم أربعة أقوال
أحدها أنه نمرود الذي حاج إبراهيم في ربه قال لا أنتهي حتى أنظر إلى السماء فأمر بفرخي نسر فربيا حتى سمنا واستعلجا ثم أمر بتابوت فنحت ثم جعل في وسطه خشبه وجعل على رأس الخشبه لحما شديد الحمرة ثم جوعهما وربط أرجلهما بأوتار إلى قوائم التابوت ودخل هو وصاحب له في التابوت وأغلق بابه ثم أرسلهما فجعلا يريدان اللحم فصعدا في السماء ما شاء الله ثم قال لصاحبه افتح وانظر ماذا ترى ففتح فقال أرى الأرض كأنها الدخان فقال له أغلق ثم صعد ما شاء الله ثم قال افتح فانظر ففتح فقال ما أرى إلا السماء وما نزداد منه إلا بعدا قال فصوب خشبتك فصوبها فا نقضت النسور تريد اللحم فسمعت الجبال هدتها فكادت تزول عن مراتبها هذا قول علي ابن أبي طالب وفي رواية عنه كانت النسور أربعة وروى السدي عن أشياخه أنه مازال يصعد إلى أن رأى الأرض يحيط بها بحر فكأنها فلكة في ماء ثم صعد حتى وقع في ظلمة فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته ففزع فصوب اللحم فانقضت النسور فلما نزل أخذ في بناء الصرح ثم صعد منه مع النسور فلما لم يقدر على السماء اتخذه حصنا فأتى الله بنيانه من القواعد وقال عكرمة كان معه في التابوت غلام قد حمل القوس والنشاب فرم بسهم فعاد إليه ملطخا بالدم فقال كفيت إله السماء وذلك من دم سمكة في بحر معلق في الهواء فلما هاله الأرتفاع