انتهوا إلينا صدقانكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث إلى كل أربعة منهم أربعة من المسلمين فيهم عبد الله بن مسعود فأمروا أن يكذبوهم فكان الناس إذا مروا على المشركين فقالوا ما قالوا رد عليهم المسلمون وقالوا كذبوا بل يدعو إلى الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الخير فيقولون وما هذا الخير الذي يدعوا إليه فيقولون للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة
قوله تعالى قالوا خيرا أي أنزل خيرا ثم فسر ذلك الخير فقال للذين أحسنوا في هذه الدنيا قالوا لا إله إلا الله وأحسنوا العمل حسنة أي كرامة من الله تعالى في الآخرة وهي الجنة وقيل للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة في الدنيا وهي ما رزقهم من خيرها وطاعته فيها ولدار الآخرة يعني الجنة خير من الدنيا
وفي قوله تعالى ولنعم دار المتقين قولان
أحدهما أنها الجنة قاله الجمهور قال ابن الأنباري في الكلام محذوف تقديره ولنعم دار المتقين الآخرة غير أنه لما ذكرت أولا عرف معناها آخرا ويجوز أن يكون المعنى ولنعم دار المتقين جنات عدن
والثاني أنها الدنيا قال الحسن ولنعم دار المتقين الدنيا لأنهم نالوا بالعمل فيها ثواب الآخرة
قوله تعالى جنات عدن قد شرحناه في براءة ٧٢
قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة وقرأ حمزة يتوفاهم بياء مع الإمالة وفي معنى طيبين خمسة أقوال
أحدها مؤمنين والثاني طاهرين من الشرك والثالث زاكية أفعالهم